1.
هذا مثل من أمثال أهل المدينة سار في صدر الإسلام، والمتمنية: امرأة مَدَنيةعَشِقت فتىً من بني سُلَيم يقال له: نَصْر بن حَجَّاج، وكان أحْسَنَ أهل زمانه صُورة، فَضَنِيَتْ من حبه، ودَنِفَتْ من الوَجْدِ به، ثم لَهِجَتْ بذكره، حتى صار ذكره هِجِّيرَاهَا، فمرَّ عُمَر بن الخطاب رضي الله عنه ذات ليلة بباب دارها، فسمعها تقول رافعةً عَقِيرَتهَا:
ألا سَبيلَ إلى خَمْرٍ فأشْرَبَهَا ... أم لاَ سَبِيلَ إلى نَصْر بن حَجَّاجِ
فقال عمر رضي الله عنه: مَنْ هذه المتمنية؟ فعرف خَبَرَها، فلما أصبح استحضر الفتى المتمنَّى، فلما رآه بَهَرَه جمالُه، فقال له: أأنت الذي تتمناكَ الغانياتُ في خدورهن؟ لا أمُّ لك! أما والله لأزيلَنَّ عنك رِدَاء الجمال، ثم دعا بحجَّام فحَلَقَ جُمَّته، ثم تأمَّله فقال له: أنت مَحْلُوقاً أَحْسَنُ، فقال: وأيُّ ذنب لي في ذلك؟ فقال: صدقت، الذنْبُ لي أَنْ تركتُكَ في دار الهجرة، ثم أركَبَهُ جملا وسَيَّره إلى البَصْرة، وكتب إلى مُجَاشع ابن مسعود السُّلَمي: إني قد سَيَّرْتُ المتمنَّي نصرَ بن حجَّاج السُّلمي إلى البصرة، فاسْتَلَبَ نساءُ المدينة لفظةَ عمر، فضر بْنَ بها المثل، وقلن "أصَبُّ من المتمنية"
0 0

عبارات ذات علاقة ب أَصَبُّ مِنَ الْمُتَمَنِّيَةِ

اعقلها وتوكل ابن السبيل استأصل شَأْفَتَه استشاط غضبا اشرأب عنقه