1.
قال أبو عبيد:
أصله أن حنينا كان إسكافا، من أهل الحيرة، فساومه اعرابي بخفين، فاختلفا حتى أغضبه، فأراد غيظ الأعرابي، فلما ارتحل الأعرابي أخذ حنين أحد خفيه وطرحه في الطريق، ثم ألقى الآخر في موضع آخر، فلما مر الأعرابي بأحدهما قال: ما أشبه هذا الخف بخف حنين ولو كان معه الآخر لأخذته! ومضى، فلما انتهى إلى الآخر ندم على تركه الأول، وقد كمن له حنين، فلما مضى الأعرابي في طلب الأول عمد حنين إلى راحلته وما عليها فذهب بها، وأقبل الأعرابي وليس معه إلا الخفان، فقال له قومه: ماذا جئت به من سفرك؟ فقال: اجئتكم بخفي حنين فذهبت مثلا. يضرب عند اليأس من الحاجة والرجوع بالخيبة. وقال ابن السكيت حنين كان رجلا شديدا ادعى إلى أسد بن هاشم بن عبد مناف فأتى عبد المطلب وعليه خفان أحمران فقال: يا عم أنا ابن أسد بن هاشم، فقال عبد المطلب: لا وثياب ابن هاشم، ما أعرف شمائل هاشم فيك، فارجع، فرجع، فقالوا: «رجع حنين بخفيه»، فصار مثلا.
.
2 0