1.
يضرب لمن ندم. وقال أبو القاسم الزجاجي سقط في أيديهم نظم لم يسمع قبل القرآن، ولا عرفته العرب، ولم يوجد ذلك في أشعارهم. وأما ذكر اليد فلأن النادم يعض على يديه، ويضرب إحداهما بالأخرى تحسرا، كما قال تعالى: "يوم يعض الظالم على يديه"، وكما قال تعالى: آصبح يقلب كفيه على ما أنفق فيها، فلهذا أضيف سقوط الندم إلى اليد.
«وأحسن ما قيل في هذا التركيب أن الأصل فيه: سقط الندم في يده، ثم حذف الندم وحول الفعل إلى صيغة المجهول وأسند إلى الظرف.
في التَّنزيل: وَلَمَّا سُقِطَ في أَيْدِيهِمْ
0 0
 
1.
يضرب لمن نَدِم.
وقال الأخفش: يقال سُقِط في يده أي نَدِم، وقرأ بعضُهم (ولما سُقِط في أيديهم) كأنه أضمر الندم، وجوز أُسْقِطَ في يده، وقال أبو عمرو: لا يقال "أسْقِطَ" بالألف على ما لم يُسَمَّ فاعلُه، وكذلك قال ثعلب، وقال الفراء والزجاج: يقال سُقِط وأُسْقِطَ في يده، أي ندم. قال الفراء: وسُقِط أكثر وأَجْوَد، وقال أبو القاسم الزجاجي: سُقِط في أيديهم نَظْم لم يسمع قبل القرآن، ولا عَرَفَتْهُ العرب، ولم يوجد ذلك في أشعارهم، والذي يدل على ذلك أن شعراء الإسلام لما سمعوا هذا النظم واستعملوه في كلامهم، خفي عليهم وجهُ الاستعمال، لأن عاداتهم لم تَجْرِ به، فقال أبو نواس:
ونَشْوَة سُقِطْتُ مِنْهَا في يدي ...
وأبو نُوَاس هو العالم النحرير، فأخطأ في استعمال هذا اللفظ، لأن فُعِلْتُ لا يبنى إلا من فعل يتعدَّى، لا يقال رُغِبْتُ ولا يقال غُضِبْت، وإنما يقال: رُغِبَ فيَّ وغُضِبَ عليَّ، قال: وذكر أبو حاتم: سَقَطَ فلان في يده أي ندم، وهذا خطأ مثل قول أبي نواس، هذا كلامه، قلت: وأما ذكر اليد فلأن النادم يعضُّ على يديه، ويَضْرِبُ إحداهما بالأخرى تَحَسُّراً كما قال (ويومَ يعضُّ الظالم على يَدَيْه) وكما قال (فأصْبَحَ يُقَلِّبُ كفيه على ما أنفق فيها) فلهذا أضيف سقوط الندم إلى اليد.
0 0